Philosophy of Life and Death: March 2012

Monday, March 26, 2012

المفهوم العلمى للموت

ينظر العلم Scince الى الموت Death على انه توقف كل الوظائف الحياتية , بحيث تصبح الجزيئات Molecules المكونة للاجسام الحية غير منتظمة وغير محددة البنية , مشابهة فى ذلك الجزيئات التى توجد فى الاجسام غيرالحية .

ويعرف علماء البيولوجى Biology الموت بانه : النقطة التى عندها لا تقوم العمليات التى تحافظ على حياة الكائن العضوى Organism بوظيفتها .

ويعرف العلماء فى مجال الطب Medicine الموت بانه : التوقف الواضح للحياة , والذى يظهر فى غياب نبضات القلب والتنفس .

وقد يعرف الموت بانه : توقف عمليات التنفس . وقد يعرف بانه التوقف التام لكل وظائف الحياة .

والتعريف الذى يأخذ به حاليا الاطباء والعلماء حاليا هو ان الموت هو توقف جذع المخ Brain Stem الذى يتحكم فى التنفس والقلب . فقد توصل الاطباء الي ان توقف المخو بالتحديد توقف جذع المخ ، وليس توقف القلب عن النبض ولا انقطاع التنفس ، هو المعيار الدقيق للموت.

وقد لاحظ العلماء انواع خمس للموت ، وهي : الموت الظاهري ، الموت الجسدي ، الموت العضوي ، الموت الخلوي ، و موت المخ .

والموت الظاهري Aparent Death هو انقطاع ظاهر لكل العمليات الجسدية ، و التي من الممكن ان يعود المريض الي الحياة بعدها .

و يعني الموت الجسدي Somatic Death توقف كل العمليات الحياتية الخاصة بكل اعضاء الجسم . فالموت الجسدي هو نهاية كل عمليات الحياة في الكائن . فالشخص الذي يتوقف قلبه و رئتاه عن العمل قد يعتبر ميتا سريريا او اكلينيكيا ، ولكن الموت الجسدي ربما لا يكون قد حدث بعد ، لان الخلايا المنفردة تستمر في الحياة لعدة دقائق ، و قد يعود الشخص الي الحياة مرة اخري اذا عاود القلب و الرئتان العمل مرة ثانية ، و بعد حوالي ثلاث دقائق تبدأ خلايا المخ في الموت و غالبا ما يتبعها موت الانسان في الحال ، و تستحيل اعادة الحياة للجسد مرة ثانية .

اما الموت العضوي Organ Death فيتبع الموت الجسدي ، و هو الموت التدريجي لاعضاء الجسم . فقد وجد العلماء ان اعضاء جسم الانسان لا تموت بنفس المعدل ، فبعض الخلايا العصبية Neurons في المخ قد تستمر في الحياة لمدة لا تزيد عن خمس دقائق في حين تستمر الخلايا العضلية Muscle Cells للقلب لمدة 15 دقيقة . اما خلايا الكلي Kidney Cell فتستمر في الحياة لمدة 30 دقيقة ، و تستمر خلايا الكبد Liver Cells لمدة 45 دقيقة . هذا واذا تم الحفاظ علي هذه الاعضاء في بيئه مناسبة فانه يمكن الاستفادة منها في عمليات زرع الاعضاء .

و يعني الموت الخلوي Cellular Death انحلال خلايا الجسم انحلالا تاما .

اما موت المخ Brain Death فهو غياب النشاط الكهربائي للمخ كما يظهره تخطيط المخ الكهربائي (EEG) .

وهناك عدة علامات طبية تستخدم في تشخيص الموت منها : ارتخاء عضلات الوجه المسئولة عن الحملقة وفتح الفم ، فقدان الظهر لانحنائه ، بحيث يصبح مستويا عند وضعه علي المنضدة ، ويتغير لون الجلد من اللون الاحمر الوردي الي اللون الاسمر .

وهناك طريقة اخري تستخدم في تشخيص الموت و تعتمد علي حقن صبغة ملونة في تيار الدم الي القلب ، فانها تنطلق من هناك في سائر شرايين الجسم ، بفعل حركة القلب ، و يمكن تتبع هذه الصيغة في عضو معين من اعضاء الجسم بالتقاط صور متعددة بالاشعه السينية X Ray ،حيث تظهر الاوعية الدموية بوضوح ، و تعرف هذه الطريقة باسم رسم الاوعية الدمويه Angiography وتستخدم هذه الطريقة اصلا في دراسة حالة الاوعية الدموية في عضو ما ، بيد انه يمكن تطبقها لدراسة موت المخ ، ذلك لان الوعية الدموية في عضو ميت لم تصل اليها الدماء Blood ، وبالتالي فان الصبغه الملونه لم تصل اليه ، و في هذه الحالة تبدو الاوعية الدموية متيبسة collapsed في صورة الاشعة السينية .

وبجانب هذه العلامات السابقة التي تستخدم في تشخيص الموت هناك علامات اخري اساسية تدل عليه مثل : توقف القلب ، و توقف التنفس . هذا بالاضافة الي علامات اخري ذات اهمية , و ذلك مثل تجلط الدم ، فاذا حدث قطع في الجلد فانه لا ينزف بعد الموت .

Sunday, March 18, 2012

المفهوم الاخلاقى للموت

يهتم علم الاخلاق Ethics   بدراسة الموت , من حيث هو توقف للوجود الانسانى  The Cessation Of Human  Existence فى كافة صوره واشكاله :الفسيولوجية Physiological, والسيكولوجية  Psychological  , والروحية  Spiritual .
ويثير الموت العديد من المشكلات الاخلاقية التى تهتم بالطريقة التى يجب علينا ان نحيا وفقا لها , هذه الطريقة تعتمد على مدى اعتقادنا فيما اذا كان هناك احتمال بان يتحمل الانسان بعد موته مسئولية افعاله التى اقترفها اثناء حياته ام لا ؟
ان انكار وجود حياة بعد الموت سيترتب عليه انكار ان يكون هناك ثوابا او عقابا على سلوك الانسان فى حياته , ولكن مثل هذا الانكار لا يحل المشكلات الاخلاقية , مثل : الاجهاض Abortion , زراعة الاعضاء Organ Ttransplantation  , الانتحار Suicide , الحرب War  , والموت الرحيم Euthanasia .
فعلى سبيل المثال تدور المناقشات فى حالة الاجهاض حول متى يمكن اعتبار الجنين كائنا حيا ؟ وتتركز اهمية هذا السؤال على المستوى الاخلاقى فى انه , اذا كان الجنين يمكن اعتباره كائنا حيا فى فترة معينة من تطوره القبل ولادى , فان الاجهاض بعد هذه الفترة , سيعدو امرا محظورا وغير شرعى , وفى هذه الحالة يعد وجود تعريف محدد للحياة والموت امرا حاسما .
من هنا ظهرت الحاجة الى ضرورة وجود معيار يمكن من خلاله تحديد متى تبدأ الحياة الانسانية , كما يمكن من خلاله تعريف غياب الحياة او الموت .
وتثير مسألة زراعة الاعضاء العديد من المشكلات الاخلاقية المرتبطة بالموت , فمن المعروف طبيا ان زراعة الاعضاء تعتمد على توافر اعضاء جثية يتم نقلها وزرعها فى جسد حى , ولكى يكون العضو فى حالة ملائمة للنقل لابد من ان تكون عمليات القلب والتنفس مستمرة اصطناعيا , وهذا الامر يحتم وجود تعريف للموت يسمح بالابقاء على العمليات الحيوية بصورة اصطناعية , للقيام بعمليات زراعة الاعضاء فيما بعد , مما يخلق العديد من المشكلات الاخلاقية التى تتمحور حول مدى مشروعية هذا الابقاء من عدمه .
وهناك مشكلة اخلاقية اخرى ترتبط بالموت , الا وهى مشكلة اخلاقية الانتحار . وقد كانت هذه المشكلة موضع نقاش منذ العصور القديمة . فيذكر افلاطون على سبيل المثال ان الالهة تمنعنا من ان ننتحر , ذلك لاننا ملك لها , وهى وحدها التى تملك حق تقرير مصير حياتنا لا نحن . كذلك اثيرت مشكلة اخلاقية الانتحار فى الاديان السماوية - اليهودية - المسيحية - الاسلام - والتى اكدت على ان الانتحار عمل غير شرعى . وعلى النقيض من هذه الاراء هناك من اعتبر ان الانتحار عمل شرعى , كالفلسفة الرواقية Stoicism  التى اعتبرت ان الانتحار فعل مرحب به , وانه راحة من المعاناة .
وتعد مشكلة الحرب من المشكلات الاخلاقية التى ترتبط هى الاخرى بالموت . فاذا كان الموت امرا غير مرغوب فيه فان السؤال عن مدى اخلاقية الحروب هو امر لابد من فحصه , لاسيما اذا تعلق الامر بمدى اخلاقية قتل النساء والاطفال غير المشاركين فى الحرب من ناحية , ومدى اخلاقية استخدام اساليب التعذيب من ناحية اخرى .
ومن المشكلات الاخلاقية التى ترتبط بالموت مشكلة الموت الرحيم , والذى يشير الى الموت الطبيعى الذى يتم بدون الم , او الموت المعجل الذى يمكن احداثه بوسائل غير مؤلمة , او الموت الذى يضع حدا لحياة مفعمة بالالم والشقاء , ومثل هذا الموت يحدث عندما يكون المريض فى حالة لا يرجى منها الشفاء . السؤال هنا هل يمكن تبرير هذا الموت الرحيم اخلاقيا ام لا ؟ هناك وجهتين للنظر فى هذا الشان : الاولى , ترى ان الموت الرحيم يمكن تبريره اخلاقيا , وذلك عندما يكون المريض فى نهاية عمره ويعانى من الام مبرحة , وله اما رغبة واضحة لهذه النهاية , او ترك وصية بذلك . اما وجهة النظر الثانية , فترى ان الموت الرحيم لا يمكن تبريره اخلاقيا وانه يجب على الاطباء الامتناع عن تقديم اى مساعدة للمريض من شانها ان تبلغ به هذه الغاية , وانه يجب عليهم ان يبذلوا ما فى وسعهم فى سبيل الحفاظ على حياة المريض بكل الوسائل المتاحة لهم , وعدم الانصياع لرغبات المريض حتى ولو كان قد كتب وصية يطلب فيها انهاء حياته . مما يجعل مسألة الموت الرحيم فى النهاية مسألة مثيرة للجدل لاسيما فى العالم الغربى ..



Thursday, March 1, 2012

مفهوم الموت عند الصوفية


مفهوم الموت عند الصوفية



الموت عند الصوفية هو الحجاب عن انوار المكاشفات والتجلى . وقيل هو قمع هوى النفس فمن مات عن هواه فقد حى بهداه . وقيل هو مغادرة للعالم الدنيوى , وانتقال الى العالم الاخروى.                                                                     
واما ان الموت هو الحجاب عن انوار المكاشفات والتجلى فيقصد به سقوط الولى ووقوعه فى الالتباس وعودته الى مدركاته الحسية , وفقدانه للفيوضات الربانية .
واما ان الموت هو قمع هوى النفس , فيقصد به ان العبد اذا ترك افعاله الذميمة , فانه فنى عن شهواته , اى مات عنها , فاذا مات عنها حى بنيته , واخلاصه فى عبوديته.                                                                                           
واما ان الموت هو مغادرة العالم الدنيوى والانتقال الى العالم الاخروى , فيقصد به ان احباء الله لا يموتون , وانما هم فقط ينقلون من دار الى دار , من دار الفناء الى دار البقاء , الى الحياة الابدية.                                                                 
ويصنف اهل التصوف الموت اصناف اربعة : الموت الاحمر , وهو مخالفة النفس , والمسمى بالجهاد الاكبر . والثانى : الموت الابيض , وهو الجوع , وسمى بذلك لانه ينور الباطن , ويبيض وجه القلب . والثالث : الموت الاخضر , وهو لبس ما يستر العورة , وتصح فيه الصلاة , وسمى اخضر لاخضرار عيش صاحبه بالقناعة .الرابع : الموت الاسود , وهو احتمال الاذى من الخلق , والصبرعلى احوالهم , وسلوكهم فى المعاشرة.                                                                         
وقيل انه فناء المحب فى الله لشهوده الاذى , وذلك برؤية فناء الافعال فى فعل محبوبه , وحينئذ يحي بوجود الحق من امداد حضرة الجود المطلق .                                
وهكذا , يكون الموت عند الصوفية هو محاولة لاكتشاف العنصر الروحى الكامن بداخلهم , وذلك من اجل فهم افضل لمعنى الحياة والموت , فيظهر لهم ان الحياة الحقيقية انما تكون فى الحضرة الالهية , مستغرقة نفوسهم فى الله ومع الله وبالله , وان الموت الحقيقى ليس تغيرا مفروضا على الذهن , ولا تشتتا يجرى على البدن , ولكنه مفارقة وانفصال النفس عن موطنها الالهى .