Philosophy of Life and Death: المفهوم الاخلاقى للموت

Sunday, March 18, 2012

المفهوم الاخلاقى للموت

يهتم علم الاخلاق Ethics   بدراسة الموت , من حيث هو توقف للوجود الانسانى  The Cessation Of Human  Existence فى كافة صوره واشكاله :الفسيولوجية Physiological, والسيكولوجية  Psychological  , والروحية  Spiritual .
ويثير الموت العديد من المشكلات الاخلاقية التى تهتم بالطريقة التى يجب علينا ان نحيا وفقا لها , هذه الطريقة تعتمد على مدى اعتقادنا فيما اذا كان هناك احتمال بان يتحمل الانسان بعد موته مسئولية افعاله التى اقترفها اثناء حياته ام لا ؟
ان انكار وجود حياة بعد الموت سيترتب عليه انكار ان يكون هناك ثوابا او عقابا على سلوك الانسان فى حياته , ولكن مثل هذا الانكار لا يحل المشكلات الاخلاقية , مثل : الاجهاض Abortion , زراعة الاعضاء Organ Ttransplantation  , الانتحار Suicide , الحرب War  , والموت الرحيم Euthanasia .
فعلى سبيل المثال تدور المناقشات فى حالة الاجهاض حول متى يمكن اعتبار الجنين كائنا حيا ؟ وتتركز اهمية هذا السؤال على المستوى الاخلاقى فى انه , اذا كان الجنين يمكن اعتباره كائنا حيا فى فترة معينة من تطوره القبل ولادى , فان الاجهاض بعد هذه الفترة , سيعدو امرا محظورا وغير شرعى , وفى هذه الحالة يعد وجود تعريف محدد للحياة والموت امرا حاسما .
من هنا ظهرت الحاجة الى ضرورة وجود معيار يمكن من خلاله تحديد متى تبدأ الحياة الانسانية , كما يمكن من خلاله تعريف غياب الحياة او الموت .
وتثير مسألة زراعة الاعضاء العديد من المشكلات الاخلاقية المرتبطة بالموت , فمن المعروف طبيا ان زراعة الاعضاء تعتمد على توافر اعضاء جثية يتم نقلها وزرعها فى جسد حى , ولكى يكون العضو فى حالة ملائمة للنقل لابد من ان تكون عمليات القلب والتنفس مستمرة اصطناعيا , وهذا الامر يحتم وجود تعريف للموت يسمح بالابقاء على العمليات الحيوية بصورة اصطناعية , للقيام بعمليات زراعة الاعضاء فيما بعد , مما يخلق العديد من المشكلات الاخلاقية التى تتمحور حول مدى مشروعية هذا الابقاء من عدمه .
وهناك مشكلة اخلاقية اخرى ترتبط بالموت , الا وهى مشكلة اخلاقية الانتحار . وقد كانت هذه المشكلة موضع نقاش منذ العصور القديمة . فيذكر افلاطون على سبيل المثال ان الالهة تمنعنا من ان ننتحر , ذلك لاننا ملك لها , وهى وحدها التى تملك حق تقرير مصير حياتنا لا نحن . كذلك اثيرت مشكلة اخلاقية الانتحار فى الاديان السماوية - اليهودية - المسيحية - الاسلام - والتى اكدت على ان الانتحار عمل غير شرعى . وعلى النقيض من هذه الاراء هناك من اعتبر ان الانتحار عمل شرعى , كالفلسفة الرواقية Stoicism  التى اعتبرت ان الانتحار فعل مرحب به , وانه راحة من المعاناة .
وتعد مشكلة الحرب من المشكلات الاخلاقية التى ترتبط هى الاخرى بالموت . فاذا كان الموت امرا غير مرغوب فيه فان السؤال عن مدى اخلاقية الحروب هو امر لابد من فحصه , لاسيما اذا تعلق الامر بمدى اخلاقية قتل النساء والاطفال غير المشاركين فى الحرب من ناحية , ومدى اخلاقية استخدام اساليب التعذيب من ناحية اخرى .
ومن المشكلات الاخلاقية التى ترتبط بالموت مشكلة الموت الرحيم , والذى يشير الى الموت الطبيعى الذى يتم بدون الم , او الموت المعجل الذى يمكن احداثه بوسائل غير مؤلمة , او الموت الذى يضع حدا لحياة مفعمة بالالم والشقاء , ومثل هذا الموت يحدث عندما يكون المريض فى حالة لا يرجى منها الشفاء . السؤال هنا هل يمكن تبرير هذا الموت الرحيم اخلاقيا ام لا ؟ هناك وجهتين للنظر فى هذا الشان : الاولى , ترى ان الموت الرحيم يمكن تبريره اخلاقيا , وذلك عندما يكون المريض فى نهاية عمره ويعانى من الام مبرحة , وله اما رغبة واضحة لهذه النهاية , او ترك وصية بذلك . اما وجهة النظر الثانية , فترى ان الموت الرحيم لا يمكن تبريره اخلاقيا وانه يجب على الاطباء الامتناع عن تقديم اى مساعدة للمريض من شانها ان تبلغ به هذه الغاية , وانه يجب عليهم ان يبذلوا ما فى وسعهم فى سبيل الحفاظ على حياة المريض بكل الوسائل المتاحة لهم , وعدم الانصياع لرغبات المريض حتى ولو كان قد كتب وصية يطلب فيها انهاء حياته . مما يجعل مسألة الموت الرحيم فى النهاية مسألة مثيرة للجدل لاسيما فى العالم الغربى ..



No comments:

Post a Comment